📝 قصة الذين عجز المأمون عن أجابتهم . -------------------------------------------------------- قال المأمون: ما عجزت عن جواب أحدٌ قط مثلما عييت عن جواب ثلاثة. فقال بعض أصحابه:من أولئك يا أمير المؤمنين؟ قال: أما الأول: فرجل من أهل الكوفة، وسبب ذلك أن أهل الكوفة رفعوا قصة يشكون فيها عاملًا عليهم، فقعدت يومًا وقلت لهم: إن خاصمتموني كلكم مللت، ولكن اختاروا رجلًا منكم أتولى مناطقته ويقوم مقامكم. قالوا: قد اخترنا رجلًا غير أنه أصم، فإن احتمله أمير المؤمنين فهو لساننا! قلت: قد احتملته. وأحضروه، فلما مثل بين يدي قلت له: ما تقول؟ فقال: يا أمير المؤمنين، وليت علينا رجلًا ثلاث سنين، ففي السنة الأولى: نفدت أموالنا، وفي السنة الثانية:بعنا ضياعنا، وفي الثالثة:خرجنا من ديارنا وأوطاننا للشر الذي نالنا والمسكنة التي حلت بنا. فقلت له: كذبت، وأنت أهل لذلك، بل وليتُ عليكم ثقةً عندي على أموالكم مأمونًا فاضلًا. فقال يا أمير المؤمنين: صدقت وبررت، وأنا كذبت وأفكت، وأنت خليفة الله في بلادنا وأمينه على عباده، فكيف خصصتنا بهذا العادل المؤتمن الفاضل ثلاث سنين ولم توله على غيرنا، فينشر عدله في البلاد، ويحيا به العباد كما انتشر علينا، ويفيض من عدله على رعيتك ما أفاض علينا؟! فضحكت، وقلت له: قم فقد عزلته عنكم. وأما الثاني: فأم الفضل، دخلت عليها لما كثر بكاؤها وحزنها على الفضل، فقلت لها: يا أم الفضل، لا تكثري البكاء والحزن على ذي الرئاستين؛ فأنا لك عوضًا عنه. فاشتد بكاؤها، وقالت: يا أمير المؤمنين، كيف لا أحزن على ولد أكسبني مثلك؟ فلم أجد كلامًا بعد هذا، وخرجت من عندها. وأما الثالث: فإني أتيت برجل يدعي النبوة، فأمرت بحبسه، ثم تفرغت من شغلي، فأمرت بإحضاره، وقلت له:زعمت أنك نبي؟ قال: نعم. قلت: إلى من بعثت؟قال: أوَتركتموني أبعث إلى أحد بعثث الغداة وحبست نصف النهار! فقلت: من أنت من الأنبياء؟ قال: موسى بن عمران. قلت له: إن موسى كانت له دلائل وبراهين قال: وما كانت براهينه؟ قلت: كان إذا ضم يده إلى جيبه أخرجها بيضاء، وإذا ألقى العصا صارت حية. قال: نعم، إنما ذلك لأجل فرعون لما قال: أنا ربكم الأعلى. فإن شئت أن ترى ذلك، قل كما قال فرعون حتى أظهر لك الآيات. فضحكت من كلامه، وأمرت له بجائزة. 📚 نوادر الادباء . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
📝 قصة أيتها الحيات والسباع نحن أصحاب رسول الله . -------------------------------------------------------- في عام واحد و خمسون من الهجرة شرع عقبة بن نافع في بناء مدينة (القيروان) في تونس و أختار عقبة مكان لبناء المدينة و كان ذلك المكان شبه مهجوراً ، فقال له أصحابه أنهم يخافون من السّباع و الحيّات الموجودة في هذا المكان و أنه من الأفضل إختيار مكان آخر .. كان مع سيدنا عقبة ثمانية عشر رجل من الصحابة و التابعين فقام عُقبة بالدعاء إلى الله و أمر الصحابة أن يُؤمِّنُوا على دعائه ثم نادى : أيتها الحيات و السباع نحن أصحاب رسول الله فأرحلوا عنا فإنا نازلون و من وجدناه بعد هذا قتلناه ! ففُوجئ الصحابة بمشهد رهيب حيث خرجت السباع من بين الأشجار و هي تحمل أشبالها سمعاً و طاعة .. و الذئب يحمل ابنه و الحيّة تحمل أولادها في مشهد تقشعر له الأبدان ! و نادى عقبة في الناس : كفوا عنهم حتى يرحلوا ، و لم يمضي بضعة ساعات حتى فرغ المكان من الحيات و السباع و الوحوش و يُقال أن أهل أفريقية ظلّوا لمدّة أربعين عام لا يرون في ذلك المكان حية أو عقرب أو سبعاً ! المصدر: 📚البداية و النهاية: ابن كثير 📚 نهاية الأرب في فنون الأدب 📚و قد أورد ابن حجر في الإصابة في ترجمة عقبة بن نافع رضي الله عنه- نحو هذا الخبر و حسن سنده. رضي الله عنه وأرضاه وعن الصحابة أجمعين . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃