📝 قصة في فضائل خديجة رضي الله عنها . -------------------------------------------------------- كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من آمن بالنبي ﷺ وساندته في بداية دعوته، وكانت حبه الأول الذي لم ينسه حتى بعد وفاتها. عندما بدأ الوحي بالنزول، كانت خديجة أول من صدقه وهدّأت من روعه، ووقفت إلى جانبه بكل ما تملك من مال وحكمة. وكان النبي ﷺ يذكرها دائمًا بعد وفاتها، حتى غارت منها السيدة عائشة رضي الله عنها، وقالت يومًا: ما أكثر ما تذكر خديجة! فقال ﷺ: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد. (رواه البخاري). وكان إذا ذبح شاة، أرسل نصيبًا إلى صديقاتها وفاءً لها حتى قالت السيدة عائشة: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فكان جوابه ﷺ: إني قد رُزقت حبّها. (رواه مسلم). 📚كتاب المناقب 📚كتاب الفضائل : باب فضائل خديجة 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
📝 قصة الوجيه ابن الدهّان رجل العلم والصبر . -------------------------------------------------------- كان الوجيه بن الدهَّان أعمى قد أتقن العربية، وحفظ شيئًا كثيرًا من أشعار العرب، وسمع الحديث، كان حنبليًّا ثم انتقل إلى مذهب أبي حنيفة، ثم إلى مذهب الشافعي، وكان يحفظ الكثير من الحكايات والمُلح والأمثال، ويعرف العربية والتركية والعجمية والرومية والحبشية والزنجية، وكان له يدٌ طولى في نظم الشعر. وكان الوجيه لا يغضب قط . فتراهن جماعة مع واحد أنه له كذا وكذا إن أغضبه... فجاء إليه فسأله عن مسألة في العربية ؟ فأجابه فيها . فقال له السائل : أخطأت أيها الشيخ !! فأعاد عليه الجواب بعبارة أخرى .. فقال له : أخطأت أيضا . وأعاد ثالثة بعبارة أخرى ، فقال له : كذبت ، ولعلك قد نسيت النحو . فقال له الوجيه : أيها الرجل ، فلعلك لم تفهم ما أقول لك . فقال : بلى ، ولكنك تخطئ . فقال له : فقل ما عندك لنستفيده منك . فأغلظ له السائل في القول ، فتبسَّم ضاحكًا ، وقال له الوجيه : إن كنت راهنت فقد غُلبت ، إنما مَثَلُك في هذا كمثل البقة - يعني الناموسة - سقطت على ظهر الفيل ، فلما أرادت أن تطير قالت له : استمسك (تعلَّق وتشبَّث) ، فإني أريد أن أطير . فقال لها الفيل : ما أحسست بك حين وقعتِ عليَّ ، فما أحتاج أن أستمسك إذا طرتِ. -البداية والنهاية (الجزء ١٣) للإمام ابن كثير. 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
📝 قصة بطولة يعفور بن حسان الذهلي . -------------------------------------------------------- في معركة القادسية سنة 14 هجرية كتب عمر رضي الله عنه الى سعد بن أبي وقاص يسأله عن أرجل مقاتل في معركة القادسية! فكتب له سعد رضي الله عنه أن أرجل رجل في معركة القادسية كان الصحابي (يعفور بن حسان الذهلي) ولكلامه سبب! قبل أن نقول سبب كون يعفور من ضمن أرجل الرجال من وسط اكثر من 30 ألف مجاهد في المعركة يجب ان نعلم أولا أن عدد الفرس في المعركة قرابة 120 ألف مقاتل معهم 33 فيلاً! وبالتالي كان مطلوب من كل مقاتل مسلم ان يواجه أربعة من جنود العدو ويهزمهم الصحابي يعفور كان من المقاتلين المشاة لا فرس له! كان يعفور يقف في مواجهة هجوم فرسان الفرس مثل موج البحر الى اتجاه الشاطيء، فيقف يعفور في مواجهتهم ويخدع الفارس الفارسي بأنه سوف يهرب من مواجهته أو يجلس في الأرض يتفادى ضربة سيف أو رمح الفارس فينخدع الفارسي. وحين يكون حصان الفارسي بجوار يعفور إذ بيعفور يهب من مكانه ويقفز في الهواء في حركة خطيرة سريعة ويركب خلف الفارس ويشل حركته بيد ويقود الفرس باليد الأخرى ثم يشق أمواج جنود العدو ويعود الى مؤخرة جيشنا ويسلم الفارس بفرسه وسلاحه وعدته الى سعد بن ابي وقاص رضي الله عنهما! ولاحظ أن مهمة الجنود المشاة الاغلب هي مواجهة الجندي المشاة من العدو ثم تأتي مواجهته للفرسان في المرحلة التالية للإضطرار فقط كأن يهجم فارس العدو على مشاة المسلمين . فهل فعل ذلك مرة وانتهى الأمر ؟ , طبعا لا , بل كرر ذلك خمس مرات كما وصف سعد بن ابي وقاص ذلك في خطابه لعمر رضي الله عنهم جميعا وجاء بالفرسان الخمسة أسرى دون أي مواجهة بالاسلحة! طيب ... اذا كان يعفور فعل ذلك مع خمسة فرسان فكم واجه وقتل واسر من المشاة ؟!!! أنا اظن أن من يفعل هذه الحركة الخطيرة خمس مرات مع فارس مجهز بأسلحة ودروع حماية قوية جدا وراكبا على فرسه هو قادر ان ينفذها مع 25 من المشاة ! وبالتالي يكون التقدير المعقول أن يكون يعفور قد تغلب على 25 جندي مشاة وخمس فرسان بأحصنتهم وهذا جندي واحد راجل على قديمه! فما بالكم بفارس مثل الزبير بن العوام والمقداد بن الاسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد الذين ارسلهم عمر رضي الله عنه الى عمرو بن العاص في فتح مصر لما تأخر المدد على عمرو وقال له عمر قد أرسلت اليك 4000 آلاف رجل فلما رآهم عمرو تعجب وعلم أن الرجل منهم يساوي ألف رجل رضي الله عنهم أجمعين. المصدر : كتاب الاصابة في تمييز الصحابة . كتاب تاريخ دمشق 1-37 ج27. 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
📝 قصة البطة المغرورة . -------------------------------------------------------- قرب إحدى البحيرات الكبيرة والجميلة كانت تعيش مجموعة من البطّ لونه أسود، وهو بطّ جميل ويُحبّ بعضه بعضًا، وبقية الحيوانات أيضًا تحبّه. وفي كلّ صباح بعد شروق الشمس كان البطّ يسبح في البحيرة ويلعب سويًا، ويقضي وقتًا ممتعًا في السباحة واللعب. وفي صباح أحد الأيام بينما البط الأسود يلعب ويمرح جاءت إلى البحيرة بطّة جميلة ولونها أبيض، ووقفت على حافة البحيرة ونظرت إلى الماء وقالت: أنا أجمل بطة وأهمّ بطة هنا، فلوني أبيض جميل. قال البط الأسود للبطة البيضاء: مرحبًا بكِ بيننا، تعالي والعبي معنا، ردّت البطة بتكبّر وغرور وقالت: أنا لا ألعب مع بطّ أسود مثلكم، فأنا أجمل منكم بكثير، ثمّ ذهبت بعيدًا عنهم. قرر البط الأسود ألا يلعب مع البطة البيضاء المغرورة أبدًا بسبب سوء أدبها وتكبّرها عليهم، حتى أنّ جميع الحيوانات ترفض اللعب معها، فبقيت وحيدة لا أحد يلعب معها. وفي يوم من الأيام جاءت دجاجة سوداء عند البط وقالت: مرحبًا يا رفاق، كيف حالكم؟ ما رأيكم أن نخرج ونلعب سويًا بين الأشجار، فكما تعلمون أنا لا أستطيع النزول إلى الماء؟ ردّ البط: أهلًا بصديقتنا الدجاجة، سنخرج ونلعب معًا، وفي هذه الأثناء مرت من جانبهم البطة البيضاء المغرورة وانزعجت من لعبهم معًا، ووقفت تفكر بطريقة تجعل الجميع يلعب معها لأنها أجمل بطة وأهم بطة. خطرت للبطة البيضاء المغرورة فكرة، فذهبت إلى مكان مليء بالطين وصارت تتدحرج عليه حتى صار ريشها بلون الطين، وصار شكلها مُرعبًا ومُخيفًا، لكنها لم تكن تعلم ذلك وظنّت أنّ الجميع الآن سيوافق على اللعب معها. مشت البطة بلونها الجديد والمُخيف، وهي في الطريق قابلت البط الأسود والدجاجة وقالت لهم: هل يمكنني اللعب معكم الآن؟ خاف البط الأسود من شكل البطة المخيف فهربوا مُبتعدين عنها ظانين أنّها وحش. حزنت البطة المغرورة كثيرًا، فقررت الذهاب إلى البحيرة وقفزت في المياه مرات عدة حتى عاد إليها لونها السابق كما كان. عرفت البطة المغرورة أنّ تصرفها السيئ مع البط هو ما جعلها مكروهة من الجميع، فذهبت إليه وقالت: أنا آسفة على تصرفي معكم، لقد كنت متكبرة ومغرورة، لكني أعدكم أنني لن أكرر خطأي مرة أخرى، وستصير أخلاقي حسنة. سامح البط الأسود البطة المغرورة وبدأ الجميع يلعب ويمرح في البحيرة . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
اضحك مع العلماء. اسكتي وأنا اتكلم! نُقل عن الشيخ محمد بن سالم البيحاني اليمني صاحب كتاب إصلاح المجتمع رحمه الله (ت1972م ) أنه جرت بينه وبين رجل يدعو إلى مساواة الرجل بالمرأة مناظرة، فجعل ذلك الرجل يتكلم ، والبيحاني ساكت ، ثم قال له البيحاني : أمّا الآن فاسكتي وأنا أتكلّم فغضب الرجل، وقال : تخاطبني بخطاب المرأة؟ فقال البيحاني : كيف تدعو إلى مساواتها وأنت لا ترضى أن تساويها في مجرد ضمير المخاطبة؟ فانقطع المناظر، وضحك عليه الناس!! -كتاب أريج الأزهار بجمع الفوائد والطرائف والأشعار ( فـ 13 ).
📝 قصة المجاهد الكازاخي عثمان باتور . -------------------------------------------------------- هل سمعت بالمجاهد الكازاخي عثمان باتور؟! عثمان باتور هو الرجل الذي جعل دولتين بحجم الصين وروسيا تتحالفان ضده وتعبئان جيشًا يضم 300 ألف مقاتل، مجهزين بأحدث الأسلحة آنذاك! إنه بطل من أبطال الأمة المجهولين، الذين طُمست ذكراهم عمدًا من تاريخنا: عثمان باتور إسلام أوغلو. عندما اجتاح الجنود الصينيون والروس تركستان الشرقية لإخضاع المسلمين، لم يتوانوا عن ارتكاب أبشع الجرائم: قتل، ونهب، وغصب، وانتهاك الحرمات، كانوا يلقون القبض على كل من يحمل سلاحًا، مهما كان نوعه، سواء أكان بندقية أم سهمًا أم حتى سكين صيد. لكن عثمان، الفارس القازاقي الشجاع، المعروف بلقب باتور أي البطل، رفض أن ينحني لهؤلاء الغزاة، اختار حياة الجبال، حاملًا سلاحه، ليبدأ في مقاومة هذا التحالف العدواني الذي جاء ليمنع دولة توحّد المسلمين في تلك البقاع. عُرف عثمان بدهائه وحنكته العسكرية، وكان له أسلوبًا فريدًا في نصب الكمائن، كانت هذه الكمائن مركبة؛ يستدرج العدو إلى فخ يقع فيه سرية كاملة، ثم إذا أتت قوات الإنقاذ، تقع بدورها في كمين آخر أشد إحكامًا، استمر بهذا الأسلوب حتى أوقع جيوشًا بأكملها في شراكه، مما بث الرعب في نفوسهم. بلغ الخوف من عثمان ورفقائه مبلغًا جعل جنود الروس والصين يقدمون الرشاوي لقادتهم لألا يرسلهم إلى تلك المناطق التي يقاتل فيها هذا البطل وجيشه، بل إن الحاكم العسكري الصيني بلغ به اليأس حدًا جعله يقول: من يأتِ لي برأس عثمان حيًا أو ميتًا، أعطيته زوجتي 70 يومًا يفعل بها ما يشاء!!. لكن الزوجة فرت إلى معسكرات المسلمين، وهناك اعتنقت الإسلام بعد أن شهدت أخلاق الجيش الإسلامي، فتزوجها أحد قادة عثمان، وعاشت بين المسلمين بعزة وكرامة. كان لمعسكرات عثمان سمعة عظيمة بين الناس؛ فلم يعرفوا ظلمًا ولا اعتداءً على النساء والأطفال والشيوخ، بل التزموا بأخلاق الحرب الإسلامية النبيلة. يروي كتاب ليالي تركستان وصفًا دقيقًا لهذا القائد: كان عثمان باتور ذا نظرات صارمة، كث اللحية، طويل الشارب، هادئ الحركة، قليل الكلام، عميق التفكير، كان يلبس ملابس ثقيلة تقيه برد الجبال القارس، وكان شعاره الذي يهز الجبال: الله أكبر، الله أكبر. ومع كل ما أبداه من شجاعة وبسالة، لم يكن ممكنًا الإيقاع به إلا بالخيانة، دلَّ أحد الخونة قوات العدو على مكانه، فهاجمت القوات الصينية معسكره بجيش جرار، قاوم عثمان مع مائتي مجاهد، في معركة شرسة، لكن جواده تعثر في نهاية المطاف، وبعد أن تعطل سلاحه، استمر في القتال بخنجره، حتى سقط جريحًا. وفي 29 أبريل 1951، وقع عثمان باتور في الأسر. لم يستسلم، بل واجه الموت بجلال وكرامة، مهللًا ومكبرًا. وقُطع أنفه وأذنه، كما فعلوا بأسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. وأُعدم بينما صدح بالتكبير، متقدمًا نحو الموت بثبات. ولما بلغ الخبر أمه، قالت: لمثل هذا ربيته. رحم الله عثمان باتور، ورحم رفاقه الأبطال، ورحم الأم التي أنجبت وربّت هذا الفارس الشجاع. المصادر: • كتاب الإعلام لبعض رجالات تركستان لمحمد قاسم أمين التركستاني. • كتاب مجاهدون منسيون للدكتور محمد موسى الشريف. 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
📝 قصة لئلا تذهب المروءة بين الناس . -------------------------------------------------------- قصة من التراث العربي . كان هناك رجلاً يملك فرساً نادرة ذات شهرة في المدينة، فجاءه رجل يقال له ربيع يريد شراءها بأي ثمن . فأبى صاحبها بيعها وبعد عدة محاولات ، ولما يئس ربيع ، تنكر له ذات مرة في خارج البلدة ووقف في طريق صاحب الفرس متنكراً في زي الرجل المسكين العاجز عن المشي ! فأشفق عليه صاحب الفرس ، ونزل ليحمله على فرسه، فلما ركب ربيع على ظهر الفرس انطلق بها بعيداً عن صاحبها، ثم توقف ،ونزع اللثام عن وجهه ونادى صاحب الفرس معلناً أنه أخذها بدون ثمن! فلما علم صاحب الفرس أنه غدر به قال له : أنت ربيع؟ قال : نعم أنا ربيع قال : اسمع مني كلمة قبل أن تذهب قال : قل قال : لا تخبر الناس بما حصل قال : ولمَ؟ قال : لئلا تذهب المروءة بين الناس فرد عليه : لقد غلبتني، فأعاد إليه فرسه. يرى العرب ان المروءةُ خُلُق عربي أصيل ، و إعانة المحتاج دليلٌ على مروءة الرجل العربي وشهامته، وهذا الخُلُق الحسن أكَّد عليه الإسلام وثمَّنه، وأرشد إليه المسلمين، وبارَك فاعله، وأجزل له الثواب. جواهر الأدب / أحمد الهاشمي 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
📝 قصة الأمير العابد والحمال الزاهد . -------------------------------------------------------- ﺧﺮﺝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ... ﻓﺄﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺑﻐﺪﺍﺩ ... ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺟﻴﺔ ... ﻓﻄﻌﺎﻣﻪ... ﺷﻬﻲ .. ﻭﻣﺮﻛﺒﻪ ... ﻭﻃﻲ ... ﻭﻋﻴﺸﻪ ... ﻫﻨﻲ ... ﻳﻠﺒﺲ ﺃﻓﺨﺮ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺬ ﻭﻃﺎﺏ ... ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻉ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﻇﻤﻲﺀ ﺃﺑﺪﺍ... ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ... ﻫﺬﺍ ﻳﺬﻫﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺄﺗﻲ ... ﻓﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺣﻤﺎﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺎﻷﺟﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺡ ... ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﺒﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ... ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ... ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺤﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺩﻛﺎﻥ ﻵﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ... ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ... ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺇﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻬﺮ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺗﻮﺿﺄ ... ﻭﺻﻠﻰ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ .... ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﺣﺬ ﻳﺪﻋﻮ ... ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ... ﺛﻢ ﺇﺷﺘﺮﻯ ﺧﺒﺰﺍ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻓﻴﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﻳﺄﻛﻞ ... ﻓﺈﺫ ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺗﻮﺿﺄ ﻟﻠﻈﻬﺮ ﻭﺻﻠﻰ ... ﺛﻢ ﻧﺎﻡ ﺳﺎﻋﺔ ... ﻭﻳﻨﺰﻝ ﻟﻠﺴﻮﻕ ﻓﻴﻌﻤﻞ ... ﺛﻢ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺧﺒﺰﺍ... ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ... ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺎﺩ ﻭ ﺭﺍﻗﺒﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ... ﻭﺇﺫ ﺑﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ... ﻭﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ... ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ... ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤّﺎﻝ ﻟﻴﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ... ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻭﺇﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ... ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻣﺎﻝ ﺟﻨﻮﺩ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ؟ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ؟؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ : ﺃﻣﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﺪﻩ... ﻓﻈﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﺃﻭ ﻳﺤﺎﻛﻤﻪ... ﻓﻘﺎﻝ: ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ... ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻫﻲ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﺴﺮ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ... ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ... ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ... ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ : ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻓﻨﻲ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎﺭﺃﻳﺘﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺮﻓﻚ ! ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ... ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺫﻟﻚ ... ﻗﺎﻝ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻧﺖ ؟؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ : ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺃﻳﺎﻣﺎ... ﻭﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺘﻚ ... ﻓﺄﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﻔﻒ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ... ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﻤﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ : ﺃﺳﻜﻦ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ... ﺁﻛﻼ... ﺷﺎﺭﺑﺎ... ﻣﺴﺘﺮﻳﺤﺎ... ﻻ ﻫﻢّ... ﻭﻻ ﺣﺰﻥ... ﻭﻻ ﻏﻢ ّ... ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ : ﻳﺎﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻻ ﻫﻢّ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻧﺐ ... ﻭﻻ ﻏﻢّ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺺ ... ﻭﻻ ﺣﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳُﺴﻲﺀ ...ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺴﻰ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻪ ... ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻢ ّ ﻭﺍﻟﻬﻢّ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ... ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ... ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﻲ ﻋﺠﻮﺯ ﻛﺒﻴﺮﺓ... ﻭﺃﺧﺘﻲ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺣﺴﻴﺮﺓ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺼﻮﻣﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺁﺗﻲ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻹﻓﻄﺎﺭ ﺛﻢ ﻧﻔﻄﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺛﻢ ﻧﻨﺎﻡ .. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ : ﻭﻣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ... ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺫﻧﻮﺏٌ ﺳﻠﻔﺖْ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻲ .. ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻌﻴﺸﺘﻨﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ, ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ... ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻟﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥْ ﻳﻘﺴﻮ ﻗﻠﺒﻲ ... ﻭﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﺩﻳﻨﻲ ... ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ : ﻫﻞ ﺗﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻤﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ... ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﺘﺄﻣﻠﻪ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺸﺪﻭها ... ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺩﺭﺳﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺘﺮﻛﻪ ... ﻭﺫﻫﺐ ... ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ... ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﺃﻥ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮﻩ ... ﻟﻴﻨﺘﺒﻪ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ ... ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺤﺎﺷﻴﺘﻪ : ﺃﻧﺎ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ... ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺒﺮﻭﺍ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺃﻧﻲ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺄﻧّﻲ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﺳﻨﻠﺘﻘﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻷﻛﺒﺮ ... ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻟﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻈﺮﺕُ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺇﺫ ﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﻭﺿﻼﻝ ﻭﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃُﻫﺎﺟﺮُ ﺑﺮﻭﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ... ﻓﺨﺮﺝ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻊ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﻟﺒﺲ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻣﺸﻰ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ... ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻻ ﺃﻫﻞ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮ ... ﻭﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺼﺮ ... ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺍﻛﺐ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺳﻂ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ... ﻭﻗﺪ ﻏﻴﺮ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﺗﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻵﺟﺮ ... ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ... ﻭﻳﺼﻮﻡ ﺍﻷﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻘﻂ ... ﻓﺬﻫﺐ ﻫﻤﻪ ﻭﻏﻤﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺣﺰﻧﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ... ﺃﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﺄﺣﻴﻴﻨﺎﻩ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻧﻮﺭﺍ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﺑﺨﺎﺭﺝ ﻣﻨﻬﺎ (ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ:122) ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺗﺘﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺃﻋﻄﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ خاتمه وﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ... ﺇﺫﺍ ﻣﺖُ... ﻓﻐﺴﻠﻨﻲ ﻭﻛﻔﻨﻲ ﻭﺍﻗﺒﺮﻧﻲ ﺛﻢ ﺍﺫﻫﺐ ﻷﺑﻲ ﻭﺳﻠﻤﻪُ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ... ﻓﻐﺴﻠﻪ ﻭﻛﻔﻨﻪ ﻭﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺒﺮﻩ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﺨﺎﺗﻢ ﻟﻠﻤﺄﻣﻮﻥ ...ﻭﺃﺧﺒﺮﻩُ ﺧﺒﺮﻩ ﻭﺣﺎﻟﻪ ... ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺷﻬﻖ ﻭﺑﻜﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ... ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻪ ... ﻭﺑﻜﻰ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ .. ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . 📖 كتاب التوابين لابن قدامة 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
📝 قصة عبدالله بن سهيل بن عمرو بطل اليمامة . -------------------------------------------------------- هو عبد الله بن سهيل بن عَمْرو بن عبد شمس القرشي العامري ويكنى بأَبي سهيل، أخوه الصحابي أبو جندل، وأبوه الصحابي سهيل بن عمرو الذي كان سيداً من سادة قريش وزعيماً من زعمائها، وحكيماً وخطيباً مفوهاً من خطبائها، وكان قبل إسلامه من أشد المحاربين للإسلام، وقد أسلم عبد الله قبل أبيه، وهاجر مع المسلمين إلى الحبشة في الهجرة الثانية، لكنَّه عندما عاد إلى مكة حبسه أبوه، وشد على يديه الوثاق كي لا يعود إلى المسلمين، وطلب منه التخلي عن الإسلام، فرفض في البداية، لكنَّه بعد ذلك استخدم الحيلة فأظهر لأبيه أنَّه رجع عن الإسلام، ولكنَّه كان يضمر عكس ذلك، فقلبه كان قد امتلأ بالإيمان الثابت الذي لا يتزلزل مهما تعرّض للفتن، وظل يكتم إسلامه حتى سمحت له الفرصة المناسبة للهروب من أبيه والعودة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. ظلَّ عبد الله بن سهيل ينتظر الفرصة المناسبة التي تمكنه من الفرار من أبيه وما يمثله من الباطل والكفر والضلال والعنجهية والكبرياء الزائف، نحو الحق والإيمان والهداية والرحمة والتواضع لله، فهو قد رأى نور الإسلام الذي يسطع كالشمس في رابعة النهار، ورأى ظلمة الكفر التي غطت على العقول وأقست القلوب حتى صارة كالحجارة أو أشد قسوة، وشتان بين النور والظلمات والهدى والضلال. وعندما أراد المشركون شنَّ حرب على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأعدو العدة لذلك، كان عمرو بن سهيل أبو عبد الله، واحداً من قادة الجيش له الكلمة والشأن في قريش، ففكر عبد الله ملياً ثمَّ خرج بقراره الأخير، لقد طلب من أبيه أن يسمح له بالانضمام إلى جيش المشركين لمحاربة محمد حمية لقومه وأبيه، فوافق أبوه، وما إن وصل الجيش إلى بدر والتقا الجمعان وبدت لعبد الله بارقة الأمل وشاهدت عيناه جيش المسلمين حتى انطلق إليهم هارباً من المشركين وعائداً إلى مكانه الحقيقي في صفوف المسلمين. وها هو عبد الله ذو البأس والعزيمة والثبات، يظل رقيق القلب مرهف المشاعر باراً بأبيه يخاف عليه من القتل، فيطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمان لأبيه في يوم فتح مكة فيعطيه النبي -صلّى الله عليه وسلم- الأمان، ويكون هذا الأمر سبباً في إسلام الأب الذي انبهر بما رآه من أخلاق الإسلام ورحمته وسماحته حتى مع ألدِّ أعدائه، فأسلم سهيل بن عمرو وحسن إسلامه بعد ذلك. كان عبد الله بن سهيل -رضي الله عنه- من أفاضل الصحابة وذلك لما حازه وناله من فضائل ومزايا واستشهد في سبيل الله حيث ارتقى شهيداً في معركة اليمامة وله ثمان وثلاثون سنة 📖 سيرة ابن هشام 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃