ما فائدة أن تأتيني متآخرًا بعد أن يأكلني الحزن، بعد أن يجف نزيف جرحي ويتبقی مجرد ندبة!
لست أدري في أي منعطف على الطريق أضعت الشخص الذي كنته فيما مضى .
الخائب الذي ألقى بنفسه إلى الشارع من الطابق العاشر.. أثناء سقوطه رأى عبر النوافذ حياة جيرانه الخاصة، المآسي المنزلية الصغيرة، علاقات الحب السرية، لحظات السعادة الخاطفة التي لم تصل أخبارها أبداً إلى الدرجات المشتركة، بحيث أنه في اللحظة التي تهشَّم فيها رأسه على رصيف الشارع، كان قد غيّر نظرته للعالم كلياً، وكان قد اقتنع بأن تلك الحياة التي هجرها إلى الأبد عن طريق الباب الخاطئ كانت تستحق أن تُعاش.
يُؤدب الحُزن قَلب صَاحبهُ ولكن يُعلمهُ الدعُاء يُوحشه من الناس ويُؤنسه بربه 🤍.
ثقبٌ ساخنٌ يئِنُّ في صدري؛ موضِع قلبٍ تمزّق واقتُلع.
الوضوح يَسكُن الأشياء، أنا وحدي المُشوَّش
مُتحدثًا عن مرارة الخيبة، اعوذ بالله من إندفاع المشاعر على شيء مو من نصيبي.
فالعطرُ عطرُكَ، والمكانُ هوَ المكان لكنني ماعدتُ أشعر، في ربوعك بالأمان شيءٌ تكسّر بيننا، لا أنت أنت، ولا الزمانُ هوَ الزمان.
ثمة أمر لا تستطيع أن تجتازه بسهولة، ثمة شعور لا يجدي معه التغاضي، ثمة عتاب طويل في صدرك، كتمانه صعب وإفصاحه إهانة، ثمة أشياء لا تبدو بتلك البساطة
أنت لا تعلم أن الإنسان يفعل ما بوسعه بعد هزيمته الأولى حتى لا يصل به الطريق لهزيمته الثانية.. إنه يترك طبيعته، قلبه ومشاعره، ويعيش الباقي من أيامه هكذا، خالٍ من الحياة
أشعر وكأن العالم كله مُتكئٌ على قلبي وهذا أسوأ ما شعرتُ به.💔
ـ وصرختُ لأوقظ نفسي من الهذيان فلم أستطع وأنكسرت وحيدًا.
- أحلم بالفرارِ مِني، كُل موضِعٍ فِي نفسي يُعيدَني إلىٰ تعبٍ قديم.
تأخرتُ على الحياة، فكل ما أحببته كان مُستهلكًا، وكل ما تمنيت، وجدته في يدِ غيري.
أمضيتُ سنين عُمري وأنا أمشي على الزّجاج ما بالي اليومُ حتى المشي على الريش يُبكيني
هنالك نوع من الأحزان، مثل سرٍ لا يذاع، حزن خاص بك وحدك، عاش معك لليالٍ طويلة، تعرفه عز المعرفة، لا يُباح ولا يُقال، كلما وخزك تضمه إليك وتحمله بين ضلعيك، وتعيش بقلبٍ جسور على أحزانه
أيام هادئة ولكن العاصفة في رأسي
أشعر بخمودٍ في الروح، كأنني أتدحرج على حافة النجاة، لا أنتظر شيئًا.. لكنني ما زلتُ أتوقُ للهروب من هذا كلّه. ثمّة ثقلٌ لا يغادر صدري، وكلُّ محاولاتي للوصول انهارت في منتصف الطريق! كلُّ ما فيّ ساكن، صامت ويرجو البكاء. أفتّش في داخلي عن سبب، عن وجعٍ أعرفه، عن أملٍ تاه في غياهب الأحلام، عن كربةٍ لم يخنقها الوهم وعن خيبةٍ منسية. كلُّ طريقٍ يأخذني إلى الفراغ، ولإرهاقٍ هامدٍ تمدّد بي حتى ابتلعَ كلَّ لحظاتِ الفرح. ما عدتُ أذكر شكل الهناء ولا لونه.. غدوتُ كبقايا من حطامٍ بما أردتُ ولم أنل، نسخةٌ باهتة، تجلس بصمت وتنتظر النهاية.
أُغلِقُ النافذة الأخيرة في قلبي، أطوي ما تبقّى من العتب، وأمضي لأنّ البقاء باتَ عبئًا ثقيلًا.
أشتهي أن أغادر، بهدوءٍ يشبه الليلة الأخيرة في حياةٍ ما عادت لي.