إذا ما دعتك النفس يوماً لشهوةٍ و كان عليها للخلاف طريق فخالف هواها ما استطعت فإنما هواك عدو و الخلاف صديق و أعلى من هذا و أبلغ قوله تعالى : وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
احترام ذكر الله: الأوراق التي فيها ذكر الله يجب الاحتفاظ بها و صيانتها عن الامتهان حتى يفرغ منها ، فإذا فرغ منها و لم يبق لها حاجة وجب دفنها في محل طاهر أو إحراقها أو حفظها في محل يصونه عن الابتذال فلا يستخدمها سفرة و لا للتنظيف ويمكن وضعا في الحاويات المخصصة أو طاحنات الورق المزيلة للكلمات .
كتب أحد الحكماء لوحة عند مدخل حديقته : هنا مدرسة الإيمان .وهذا صحيح ، فإن من يدخل الحديقة ويمد بها النظر والإعتبار ، والتأمل والتفكر ، يزداد يقينا بحكمة الملك العلام .
إن في الابتلاء من العبر وكنوز الحكم ما يشد عضد المؤمن المصاب؛ لأنه يسوق المؤمن لأكمل النهايات التي لم يكن ليعبرها إلا على جسر من الابتلاء، فظاهره امتحان وباطنه رحمة ونعمة، وكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء! ففي الحديث إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها
أحيوا الحق بإشاعته و ذكره و أميتوا الباطل بالإعراض عنه و هجره ، بعض الناس يحذر من المنكر و الشر بطريقة مفصلة تجذب إليه و تثير حب الفضول للإطلاع عليه ، و هذه دعاية غير مباشرة ، و أمر مناف للحكمة .
رضي الله عن عمر بن الخطاب، فإنه لما خرج إِلى الشام ومعه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما فَأتوا على مخاضة، وعمر على ناقة، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أأنت تفعل هذا؟! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أوه! لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد؛ إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
لا تطلق العنان للنظرات: أخبر عليه الصلاة والسلام أن العينان تزنيان وزناهما النظر والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه والنظر كما يقول ابن القيم هو أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة ثم تولد الخطرة فكرة ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة.. ولهذا قيل: الصبر على غض البصر، أيسرمن الصبر على ألم ما بعده
غياب القدوة الحقيقية يهيء النفس للتعلق بأي اسم لامع ولو كان ممن لا يستحق الحفاوة والتكريم، لأنه صادف قلباً فارغاً فتمكنا، لذا كان السابقون يعلمون أبناءهم السيرة منذ الصغر، قال علي بن الحسين: كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه كما نعلم السورة من القرآن
القلب يمرض كما يمرض الجسم و شفائه بالتوبة.. و يصدأ كما يصدأ المعدن.. وجلاؤه بالذكر.. و يعرى كما يعرى الجسد.. وزينته التقوى.. و يجوع كما يجوع البدن.. وطعامه محبة الله والتوكل عليه.. فويل لمن انشغل بطعام جسده و لباسه وزينته.. وترك قلبه عارياً مظلماً مريضاً جائعاً..
قد يعجز المرء عن عمل الخير الذي يصبو إليه لقلة ماله أو ضعف صحته، لكن الله المطلع على خبايا النفوس يرفع أصحاب النوايا الصادقة إلى ما تمنوه، لأن بعد همتهم أرجح لديه من عجز وسائلهم، وفي الحديث الصحيح : ( إنما الدنيا لأربعة نفر؛ عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء ... )
قد تزدحم بك الآلام وتتكدر حياتك .. ويثقل الصمت أنفاسك .. حينها تذكر : {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} ثم انثر الآلام في بحور الصبر .. وتذكر أن شعار السعادة دائما : الرضى بما يقدره الله
إذا لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فارفع ملفك لمحكمة الآخرة , فإن الشهود ملائكة , والدعوى محفوظة , والقاضي احكم الحاكمين ...
اعمل لدنياك كانك تعييش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا
كان الزبير بن العوام رضي الله عنه في مرض موته يوصي ابنه عبد الله بقضاء دينه، وقال له: إذا عجزت عن قضاء الدين.. فاستعن بمولاي! فسأله عبد الله: أي مولى تقصد؟ فأجابه: الله، نعم المولى ونعم النصير. يقول عبد الله: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه. [البخاري]
الدنيا مسألة حسابية .. خذ من اليوم عبرة .. ومن الغد خبرة .. اطرح عليهم التعب والشقاء .. واجمع عليهم الحب والوفاء .. وتوكل على رب الأرض والسماء
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - : أفضل الدعاء .. اللهم إني أسألك الأنس بقربك يتحقق لمؤمن فيها أربع .. 1. عز من غير عشيرة 2. علم من غير طلب 2. غنى من غير مال 4. انس من غير جماعه فاحرص على هذه الدعوة لك ..
قال أحد السلف : ( المخلص : الذي يستر طاعاته كما يستر عيوبه ) ..
قال الغزالي : إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى .. فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان .. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك .. أما تسمع قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )) ..
بقي الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - يبكي ما بين المغرب والعشاء لما بدأ بتفسير قوله تعالى : { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } [الأعراف:56] وأخذ يردد : الأرض أصلحها الله، فأفسدها الناس !!
عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك، أو غيرك. قال : (قل آمنت بالله ثم استقم)( مسلم). وهذه العبارة البليغة ممن أُوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم تفسير للتقوى على حقيقتها الشرعية، وهي أن يؤمن الإنسان بالله سبحانه وتعالى إلهاً وخالقاً، وربّاً ومدبراً، ثم يستقيم على منهج الله السوي، ويلتزم بصراطه المستقيم اتباعاً للأوامر، واجتناباً للنواهي، وبُعداً عن المحرمات.