أكثر ما يمُسّ قلبي في قصةِ سيدنا موسى أنها أكثرُ قصص الأنبياء توضيحاً لمعنى العائلة. فمنه نتعلم أنّ الأمّ سواء أنجبتك أو ربّتك فهي أحنّ خلق الله بك ، وأنّ لها حدساً بأطفالها يستحيل أن يُخطِى ، وأنّ الوحي الذي يصل الأمهاتِ هو أسرعُ فعلٍ سماوي. أنّ الأخواتِ هنّ أمهاتٌ صغيرات ، وستظل تُرافق أخاها حتى يصل إلى الأمان ، عن بُعدٍ أو حتى عن قرب ، بالكلمة أو بالتلميح. وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ . وأنّ أخاك كذراعيك ، جناحٌ لكَ و عزوة ، بل مجرّد وجودهِ بقربك سيجعلك شخصاً أقوى ، قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ. وأنّهُ حين غضب سيدنا موسى من هارون استعطفه هارون بكلمة واحدة : قَالَ يَبْنَؤُمَّ ، فعاد لصوابه. أنهُ تزوج بنت النبيّ شعيب من كانت تمشي على استحياء ، ليبين لنا أنّ الحياء في النساء هو أجمل مافيهنّ. وحين قابل سيدنا الخضر ليعلمنا أنّ الحياة مليئةٌ بالغيبيات التي تحتاج منكَ صبراً لتفهم وفؤاداً نقيّاً لتعلم ثم عقلاً سليماً لتتيقن. ذُكر سيدنا موسى في القرآن ١٣٦ مرة في أربع وثلاثين سورة مباركة.