صحوت اليوم أحبك أكثر من الأمس ، كما أنني أحببتك بالأمس أكثر من قبله ، الرسم البياني لحجم حبي لك يزداد يومًا بعد يوم غير مكترث بما يدور حوله من مؤثرات ، كل يوم أشعر أنَّ العبء يزداد ثقلًا، عبء أن أحتفظ بك لقادم الأيّام دون أدنى ضرر عليك . ما هذه الخاصيّة الكيميائيّة التي تمتازين بها عن قريناتك ؟ ، كيف استطعت بهذه السهولة أن تجري مع الشرايين والأوردة وتدخلين القلب ليضخّك أكسجينًا أخف من نظيره المعتاد ، عرفت الآن معنى أن تتنفس حُبًا وتنزف عشقًا وتسهر ليلًا على صدى صوت من تُحب ونغمة ؛ لا أعتقد أن الحديث كافيًا ! ، خصوصًا إن ْ جاء منّي أنا ، فأنت ِ تعلمين تمام المعرفة مقدار ( الشرود ) الذي صِرت ُ أدخله بسببك . أعرف أنك الآن نائمة ، تتوسدك المخدة ، وتلتفُّ حول رأسك شوقًا وهيامًا، أعلم أنَّ بيجامتك البنفسجيّة تلبسك الآن ! ، وكم هي سعيدة عليك ، مطلقة العنان لشعرك الأسود ، وقد نمت ِ على ( كعكتك *) اليُمنى ، وقد جمعت رجليك وكأنك حوريّة بحر ترتاح على شاطئ جزيرة مهجورة ، لا شك أن هذه الجزيرة ستغدو نعيمًا وجنّة بفضل وجودك على شاطئها . يُقال أنَّ البدو الرُّحل عشقوا على ضفاف الجداول ورسموا قصص حُبهم على تشققات الأرض بعد أن نشفت الجداول تلك ، أما أنا وفي عام 2022 فعشقتك وأنت ِ على ضفاف الغيب ، أنت ِ أُنثاي الغيبيّة ، أنت القدر والمشيئة اقتضت أن أحبك رغمًا عن كل ما هو محسوس وكل ما يتنافى مع الدلائل والماديّات ، على الرغم من أني استشعرك كل دقيقة في تفاصيل حياتي ، مقود السيّارة يذكرني بسلاستك ، قهوتي تذكرني بانسجامك ، جهازي المحمول يذكرني بانتباهك ، الشفق يذكرني بهدوئك ، حفيف الأشجار ليلًا يذكرني بهمسك ، مذاق الأكل والشرب في فمي يذكرني بتقلبات مزاجك ، ألم أقل لك بأن كل ما حولي يذكرني بك . في كل مرة أقف أمام المرآة أتمنى أن أملك عصًا سحريّة تحول انعكاس صورتي إلى اجتماع بك ولو بالنظر ، في كل مرة يستوقفني رجل المرور وأبرز له هويّتي الوطنيّة أتمنى لو أن موظف الأحوال أخطأ يومًا وأعطاني بطاقتك ( رغم الفرق الشاسع وانخفاض نسبة الخطأ هنا ) .. لا تضحكين علي ! ، أضحكي للدنيا واجعلي البشر يشعرون ولو لمرة بأن الأمان قد يكون بابتسامة منك ، واجعليهم يصدقون فيلم عدنان ولينا الكارتوني ، فأنت لينا والبشر كلهم عدنان . لا يهمني إنْ كان كلامي جارحًا، فأنت الأنثى وما دونك قطّعْنَ أيديهن ؛ أحبك يا ( فاهية ) .