قصص وعبر

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​📝 قصة من احتال بذكائه لبلوغ مراده . --------------------------------------------------------  ◽️في ذكر من احتال بذكائه لبلوغ مراده من أجمل القصص التاريخية لإبن الجوزي وقف بعض الحاكّة على طبيب, فرآه يصف لهذا النقوع ولهذا التمر هندي, فقال: من لا يحسن مثل هذا؟ فرجع الى زوجته فقال: اجعلي عمامتي كبيرة. فقالت: ويحك أي شيء قد طرأ لك؟ قال: أريد أن أكون طبيبا. قالت: لا تفعل, فانك تقتل الناس فيقتلوك.   قال: لا بد.  فخرج أول يوم فقعد يصف الناس, فحصّل قراريط, فجاء فقال لزوجته: أنا كنت أعمل كل يوم بحبة, فانظري ايش يحصل؟  فقالت: لا تفعل. قال: لا بد. فلما كان في اليوم الثاني اجتازت جارية, فرأته فقالت لسيدتها, وكانت شديدة المرض: اشتهيت هذا الطبيب الجديد يداويك, فقالت: ابعثي اليه. فجاء, وكانت المريضة قد انتهى مرضها ومعها ضعف, فقال: عليّ بدجاجة مطبوخة, فجيء بها, فأكلت, فقويت ثم استقامت. فبلغ هذا الى السلطان, فجاء به..  فشكا اليه مرضا يشتكيه, فاتفق أنه وصف له شيئا أصلح به, فاجتمع الى السلطان جماعة يعرفون ذلك الحائك, فقالوا له: هذا رجل حائك لا يدري شيئا. فقال السلطان: هذا قد صلحت على يديه وصلحت الجارية على يديه, فلا أقبل قولكم. قالوا: فنجرّبه بمسائل. قال: فافعلوا. فوضعوا له مسائل وسألوه عنها, فقال: ان أجبتكم عن هذه المسائل لم تعلموا جوابها, لأن الجواب لهذه المسائل لا يعرفه الا طبيب, ولكن أليس عندكم مارستان (مستشفى) ؟ قالوا بلى. قال: أليس فيه مرضى لهم مدة. قالوا بلى. قال: فأنا أداويهم حتى ينهض الكل في عافية في ساعة واحدة, فهل يكون دليل على علمي أقوى من ذلك؟ قالوا: لا. فجاء الى باب المارستان وقال: ادخلوا لا يأتي معي أحد. ثم دخل وحده وليس معه الا قيّم المارستان, فقال للقيّم: انك والله ان تحدثت بما أعمل صلبتك, وان سكتّ أغنيتك. قال: ما أنطق. فأحلفه بالطلاق, ثم قال: عندك في هذا المارستان زيت؟ قال: نعم. قال: هاته. فجاء منه بشيء كثير, فصبّه في قدر كبير, ثم أوقد تحته, فلما اشتد غليانه صاح بجماعة المرضى, فقال لأحدهم: انه لا يصلح لمرضك الا أن تنزل هذا القدر, فتقعد في هذا الزيت. فقال المريض: الله الله في أمري! قال: لا بد. قال: أنا شفيت, وانما كان بي قليل من صداع. قال: ايش يقعدك في المارستان وأنت معافى؟ قال: لا شيء. قال: فاخرج وأخبرهم. فخرج وأخبرهم, فخرج يعدو ويقول: شفيت باقبال هذا الحكيم. ثم جاء الى آخر فقال: لا يصلح لمرضك الا أن تقعد في هذا الزيت. فقال: الله الله, أنا في عافية. قال: لا بد. قال: لا تفعل, فاني من أمس أرددت أن أخرج. قال: قان كنت في عافية فاخرج, وأخبر الناس أنك في عافية. فخرج يعدو ويقول: شفيت ببركة الحكيم. وما زال على هذا الوصف حتى أخرج الكل شاكرين له, والله الموفق . #المصدر: قصص الأذكياء لابن الجوزي . ‏🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃          

تم النسخ
احصل عليه من Google Play