📝 قصة أصدق من قطاة . -------------------------------------------------------- كانت العرب تقول في أمثالها: أصدق من قطاة. ولذلك المثل حكاية خيالية لكنها تحمل في طياتها عِظة بليغة: يُروى أن طائرًا من طيور البرّ يُشبه الحمامة يُسمّى القطاة، خاصم غرابًا في حفرةٍ يجتمع فيها الماء، فادّعى كلٌّ منهما أنّها ملكه. فتحاكما إلى قاضي الطيرذكر البوم. طلب القاضي من كلٍّ منهما البيّنة، فلم يستطع أحدهما أن يأتي بدليل، فحكم القاضي للقطاة. فلما رأت القطاة أنّ الحكم قد صدر لها بلا بيّنة، التفتت إلى القاضي وقالت: أيها القاضي، ما الذي دعاك لأن تحكم لي دون حجّة؟ وبأيّ شيء آثرت دعوتي على دعوى الغراب؟ فقال القاضي: لقد اشتهر عنك الصدق بين الطير والناس حتى ضُرب بصدقك المثل، فقالوا: أصدق من قطاة! فأجابته قائلة: إذا كان الأمر كما ذكرت، فوالله إنّ الحفرة للغراب لا لي. وما كنت لأشتهر بصفةٍ جميلة ثم أنقضها بالكذب! فتعجب القاضي وسألها: وما الذي حملك إذن على هذه الدعوى الباطلة؟ قالت القطاة: لقد أغضبني أن منعني الغراب من ورودها، فادّعيتها غضبًا، غير أنّ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل. وأن أبقى صادقة في سمعتي بين الخلق خير لي من ألف حفرة ماء. وهكذا أصبح يُضرب بها المثل في الصدق، فقيل: أصدق من قطاة. - نفحة اليمن - الشرواني. 🍃#قصة_و_عبرة