قصص وعبر

#طرائف قال أعرابي: كانت بيوتنا مبنية من الطين، متشابهة ومتلاصقة، وفي أحد الأيام أخبرت زوجتي بأن لدينا ضيوفًا سيأتون للعشاء، وطلبت منها أن تُحضِّر كل شيء قبل مجيئهم. يقول ألاعرابي: ذهبت إلى المزرعة لأجلب بعض الأغراض، وعدت بعد أذان المغرب، وعندما دخلت البيت، كانت المفاجأة! إذ وجدت زوجتي نائمة، فاستبدّ بي الغضب وأخذت عصًا وضربتها بكل قوتي من شدة القهر حتى أوجعتها ضربًا. ثم خرجت غاضبًا، وإذا بي أتنبه إلى أنني قد دخلت بيت جاري بالخطأ! والمرأة التي ضربتها لم تكن زوجتي، بل زوجة جاري! يقول: ذهبت بعدها إلى بيتي، فوجدت زوجتي قد أعدت كل شيء كما طلبت، وكانت بانتظاري، والضيوف في الداخل، قد استقبلتهم وضيّفتهم، بينما أنا مذهول، متضايق، ووجهي ممتقع مما فعلته. تناول الضيوف طعامهم، وجلسنا نتسامر، ثم انصرفوا. وبقيت بعدها ثلاثة أيام في بيتي، ضيّق الصدر، أترقب مجيء جاري، متأكدًا أنه سيأتي يشتكي مما فعلته بزوجته... لكنه لم يأتِ! وبعد أيام، ذهبت إلى سوق الذهب، واشتريت طقمًا من الذهب، وتوجّهت إلى بيت جاري، طرقت الباب، ثم أخبرته بالقصة كاملة، وقلت له: هذا الذهب هدية لترضى به زوجتك عمّا بدر مني من ضربٍ عن طريق الخطأ. فقال جاري: والله ما علمت بالقصة إلا منك الآن! لكن منذ ثلاثة أيام وأنا أستغرب! زوجتي تغيّرت تمامًا! أصبحت تهتم بأمور البيت، وتلبي كل احتياجاتي، ولا تنام إلا وقد أعدّت لي العشاء، ليتك تأتي كل أسبوع وتضربها! خذ ذهبك، وانصرف، جزاك الله خيرًا.! - كتاب المستطرف في كل فن مستظرف.

تم النسخ
احصل عليه من Google Play