الإِنسان لمَّـا يـبدأُ بالتَّفڪِيرِ فِي الجَنَّة يَعجَزُ عَنۡ أَنَّـه يُكـمِلُ التَّفڪِيرَ تَخَـيَّل فِڪرةَ - الخُـلودِ - نفسهَـا ! أَنَـا لا أُڪَلِّمُكَ عَنِ النّعيـم، عَنِ القصُور والأَنهـار والنّخيل والخضـار وعَنِ الّـذي لا عينٌ رأَت ولا أُذُنٌ سَمِعَـت أَنَـا أُڪَلِّمُكَ فَقَـط عَنِ الخُلُـود والحيـاة الأَبدِيَّة، والعَطَاء الوَاسِع الّـذِي لا يَنقَطِع مِنَ الحُبِّ والطَّعَامِ والأنس والسَّعـادَة والفَرحِ ، الجَـنَّةُ تَستَحِقُّ ڪُلَّ عَنَـاءِ الدُّنيـا هُنَـاك ستجلِسُ مَع مَن لَـم تَستَطِع الجُلُوسَ مَعَـهُ فِي الدُّنيَـا ، تجلسُ مَعَ النّبيّ ﷺ وتَستَطِيع أَن تُڪَلِّمَهُ وتأڪُلُ مَعـهُ وتضحـكُ مَعـهُ وتجلـسُ مَعَ مَن تُريـد هُنَـاك سَتَطلُبُ ڪُلّ شَيءٍ حُرِمتَ مِنـهُ فِي الدُّنيـا ، مِن قصُـورٍ وذَهَـبٍ وسَيَـارَاتٍ وملذّات وطعـامٍ وڪُلّ شيءٍ لَـم تستطِع الحُصـولَ عليـه لَك أَن تتخيّل أَنَّ هـٰذا النّعيـم ستَبقىٰ فيـه لعَـددٍ لا يُـوجَدُ لهُ رقمٌ ، شيءٌ لا نهايـةَ لهُ وڪُلّ خطـوةٍ فِي الجنّةِ سترىٰ نعيـمًـا أَجمل وهـٰكذا ستبقىٰ ترىٰ أُمـورًا لَـم تخطُر علىٰ تَفڪير أَحدٍ مِنَ الخَـلقِ النَّعِيـم أَستَطِيعُ أَن أَختصِرَهُ لَك لا عَينٌ رَأَت ولا أُذُنٌ سَمِعَت وأَمَّـا فِڪرَةُ الخُلُـود فَهِيَ الغَـاية الّـتي ينبغي عليـك أَن تسعىٰ لهـا باللَّٰهِ عليـك، أَتضَيِّع الخُـلود لأَجلِ ٦٠ أَو ٧٠ سنـة ؟ أَتضَيّع الخُـلود لِأَجلِ شهوةٍ لَـم تستَطِع الصّبرَ عليهـا ؟ أَتضَيّع الخُـلود لِأَنّـك ڪُنتَ تخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ ؟ فَڪِّر دومًـا بأَمـر الخُـلود وڪَمَا أَنَّ الجنَّةَ فِيهَـا خُـلُودٌ فجَهَنَّم اللَّـهُمَّ اعتق رقابنـا مِنهَـا ولا تُعذّبنـا فيهـا أَيضًـا فِيهَـا خُـلودٌ .