( قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ). لم يكن يعقوب في ضلال، بل في حالة وفاء لا يجيده إلا الأنبياء. هم رأوا تمسّكه بيوسف خروجَ عقل، لكنه كان لونًا نقيًا من الحب، الحب الذي لا يبرد بالوقت، ولا يخجل من استمراره. نحن كثيرًا ما نُسارع للحكم على الحزانى، تجاوز، كفى، مازلت هكذا؟ لكننا لا نعيش داخلهم، ولا نعرف شكل الخسارة في قلوبهم. القرآن لا يسخر من الحزن الطويل، بل يرويه، يُنزّله، يقدّسه. فلا بأس إن طال وجعك، لا بأس إن بقي قلبك مع من غاب، لا بأس أن تستهلك حزنك حتى آخره. دعوا الناس يشعرون، لا تُقللوا من جراح لم تلمسوها، ولا تصفوا الإخلاص بالضعف فقط لأنكم لا تعرفون عمقه. ليس كل من تأخّر عن التعافي متعلّق، بعضهم فقط صادق جدًا.
تم النسخ