وأما بكاؤه ﷺ فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويُسمع لصدره أزيز. وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفًا على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية. وبكى ﷺ لمّا كسفت الشمس، وصلّى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته، وجعل ينفخ ويقول: «رب، ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون، ونحن نستغفرك». وبكى ﷺ لمّا قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء، وانتهى فيها إلى قوله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أمّة بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا)! -صلّوا عليه.
تم النسخ