لا أستطيعُ إخفاءَ إشتياقي وكأنني أُخبئُ نَجمةً لامِعةً داخِلَ قنينةٍ زُجاجيةٍ في ليلٍ حالِك الظَّلام كأنني أُخبئُ ضَبابَ الصباحِ في ضوءِ الشَّمس كيف يَموتُ الرَّبيعُ دونَ أن يُلامِسهُ الصَّيف ؟ كيف لِلموتِ أن يَصل الإنسانَ ويُعانِقهُ دونَ قتله ؟ هكذا هوَ إِخفاءُ اللّهفةِ تِجاهَكِ ، أنتِ تجثُمينَ فوقَ كلَّ لحظةٍ مِن لحَظاتِ حياتي كما الليلُ المَليءُ بالأسرارِ يَجثمُ فوقَ صدرِ المَدينة ، ها أنتِ تحتلينَ غُرَفَ عُمريَ المُزدحِمةِ بالنّساءِ والذّكريات ، تطرُدينَ الجميعَ مِن النوافذِ كما الشمس تطردُ الأشباحَ ، ها أنا رجلٌ ضجِرٌ ينامُ سأمًا فوقَ فِراشٍ مَحشوٌ برسائلِ الحُب التي كتبتها العشراتُ لهُ وها أنتِ تأتينَ لتُشعِلي النّارَ في رسائلي وذاكِرتي ، ليتَكِ لم تقولي لي إنكِ بكيتِ لأجلي ، إنكِ بكيتِ كالأطفال ، وهتفتِ باسمي مرارًا وسط الليل المقفر ، وكانت دُموعُكِ سائلاً ناريًا كاويًا ، دُموعُكِ تُغرِقُني ، حُزنُكِ يُفتَّتُني ، مَخاوفي عليكِ ومِنكِ تَفورُ ، في أيَّ دوامةٍ بُعثنا ؟ أيَّ مأساةٍ إبتَدَعنا ؟ أيَّ لعبةِ شطرنجٍ جهنّميةٍ لا تنتهي مارَسنا ؟ سأظلُّ أكتبُ إليكِ .. لأجلِ أن لا ننسى ، لأجلِ حُبي لكِ ، لأجلِ حُبي ..