•• تم حذف الرسالة. في أدبيّات التواصل في هذا العصر الرقمي، يختبئ خلقٌ دقيق غاب عن وعي كثيرين: أدب التغافل عن الرسائل المحذوفة، فمن الناس من يكتب، ثم يستدرك، فيحذف؛ لا هروبًا ولا مواربة، بل لأن بصيرته نبّهته أن ما كُتب لا يليق أن يُرى، أو أن توقيته قد فات، أو أن العبارة خانت المعنى الذي أراد، وربما كان ذوقاً خفيّ، أو تردّد نبيل. فلا يكن حرصك على ما حُذف أشد من حرص كاتبه على ألا يُرى، ولا تلبس نظارة المحقق وأنت تقف على أطلال رسالة لم تشأ أقدار الله أن تُقرأ، فلا نُفسد جمال الحذف بفضول السؤال. ••
تم النسخ