ذكر أبو حيان في «كتاب محاضرات العلماء» حدثنا القاضي أبو حامد أحمد بن بشر قال: كان الفرَّاء يومًا عند محمدِ بنِ الحسن، فتذاكروا في الفقه والنحو، ففضَّل الفراءُ النحوَ على الفقه، وفضَّل محمدُ بنُ الحسن الفقهَ على النحو، حتى قال الفراء: قلَّ رجلٌ أنعم النظرَ في العربية وأراد علمًا غيرَه إلَّا سهل عليه. فقال محمد بن الحسن: يا أبا زكريا قد أنعمت النظرَ في العربية، وأسألُك عن باب من الفقه. فقال: هات على بركة الله تعالى. فقال له: ما تقول في رجل صلّى فسها في صلاته، وسجد سجدتي السهو فسها فيهما؟ فتفكر الفراءُ ساعة، ثم قال: لا شيء عليه. فقال له محمد: لم؟ قال: لأن التصغير عندنا ليس له تصغير، وإنما سجدة السهو تمام الصلاة وليس للتمام تمام. فقال محمد بن الحسن: ما ظننت أن آدميًّا يلد مثلك! - معجم الأدباء، للحموي.