كثيراً ما عَدَلت العربُ عن أسماءِ الألوان فالأبْيضُ: أزْهَر، والأسْودُ: أدْهَم، وتقول لكلِّ أخضرَ أسود؛ وسَمَّت قُرى العِراقِ سواداً لخضرتِها. كان الفضلُ بنُ عباسَ بنِ عتبةِ بنِ أبي لهب، شديدَ السُّمرة؛ فلُقِّب بالأخضر اللِّهبي، وهو القائل: وأنا الأخضرُ مَنْ يَعرُفُني أخضرُ الجِلْدةِ مِنْ بيتِ العربْ ومن هذه القصيدة يقول مفتخراً: مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجِداً يَمْلأُ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ برسولِ اللهِ وابْنَي عمَّهِ وبعبَّاسَ وعبدِ المطَّلبْ كُلُّ قَومٍ صِيغَةٌ مِن تِبْرِهِمْ وَبَنو عَبدِ مُنافٍ مِن ذَهَبْ إِنَّما عَبدُ مُنافٍ جَوهَرٌ زَيَّنَ الجَوهَرَ عَبدُ المُطَّلِبْ ومن أمثال العرب كما جاء في كتاب (مَجْمَع الأمثال للميداني): يَمْلأُ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ الكَرَبِ هذا مأخوذٌ من قولِ الفضل بن عباس بن عُتبة بن أبي لهب حيث يقول: مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجِداً يَمْلأُ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ وهو الحبل الذي يُشَد في وَسط العَرَاقي ثُمَّ يُثنى، ثُمَّ يُثلَّث؛ ليكون هو الذي يلي الماء؛ فلاَ يعفن الحبلُ الكبير. يُضرَبُ لمن يُبالغ فيما يَلِي من الأمر. (تِبْرِهِمْ، التَّبْر: الفُتَاتُ من الذَّهبِ والفِضَّة قبلَ أنْ يُصاغا؛ فإذا صِيغا فهما ذهبٌ وفِضَّة) .