إنها معركة خرساء أخوضها مع نفسي كل يوم ، بين ما أنا عليه في الداخل وما أقدّمه للعالم من صورة معدّلة ومهندسة بعناية ، كما أنني أهرب من الأشخاص والأشياء التي تلمح تفاصيل ضعفي وأهرب أيضًا لأنني أخشى أن يفهمني أحد بعمق ، ويبدو أن هذا الهروب غير مجدٍ فكلما ركضت بعيدًا أرى الحقيقة تلحق بي لتذكرني بأنها جزء مني ولا فرار منه ، وأكثر ما يشقيني أنني لا أعلم إن كان هناك من يستحق أن يرى هذا الوجه الآخر مني ، هذا الجزء الصادق ، الخام ، المجرّد من الزيف ، وهل هناك من يستطيع احتواء تلك الحقيقة دون أن يُثقلها بتوقعاته وأحكامه؟
تم النسخ