لم نختر عائلاتنا. لم نختر أصولنا، قبائلنا، أو المجتمعات التي وجدنا أنفسنا فيها. لكن عندما تبدأ في رؤية العيوب والاختلالات بوضوح، وعندما تدرك ما كان يجب أن يكون وما يمكن أن يصبح أفضل، فهذا ليس محض صدفة. بل هو جزء جوهري من الرحلة التي كُتبت لك، رحلة تحمل في طياتها درسًا أعظم: أن النور لا يُدرك إلا بمواجهة الظلام. البيئة السلبية أو السامة التي قد تجد نفسك فيها ليست عقوبة، بل هي نافذة مفتوحة على الوجه الآخر للحياة. أنت هنا لتتعلم الفرق، لتعرف قيمة الضوء عندما تلمسه. هذه التحديات التي تبدو مؤلمة أو معقدة ليست إلا تدريبًا إلهيًا يكبر داخلك، يوسع إدراكك، ويجعلك أقوى وأكثر وعيا. فما تعتقده عبئًا، قد يكون في الحقيقة طريقك الوحيد إلى النضج ! الله سبحانه وتعالى، بحكمته المطلقة، لا يضعك في موقف يفوق طاقتك، بل يهيئك من خلاله. انظر إلى الأنبياء، كيف كانت قصصهم تبدأ من الداخل، من أعمق دوائرهم العائلية. …