📝 قصة ذكاء ودهاء عمرو بن العاص . -------------------------------------------------------- عرف عن عمرو بن العاص حدة الذكاء وشدة الدهاء ولأجل ذلك فرح رسول الله ﷺ به لما أسلم واستعمله على سرية ذات السلاسل وفيها كبار الصحابة مثل أبو عبيدة بن الجراح وغيرهم. ومن قصص دهائه أنه بعد فتح الشام لم يبقى للمسلمين إلا بيت المقدس بيد الروم وكان حاكمها هو أحد دواهي الروم ويدعى الأرطبون. وقد جرت بين عمرو والأرطبون عدة رسائل لم يستطع عمرو بن العاص أن يحصل منه على ما يريد فعزم على أن يتنكر في هيأة السفير ويذهب بنفسه للمدينة المحاصرة ويخاطب قائدها وهناك جرت معركة سياسية بين داهية المسلمين وداهية الروم. فلما ذهب وكلم الأرطبون، وقع في نفس الأرطبون بما له دهاء أن الذي أمامه ليس مجرد سفير بل هو عمرو بن العاص نفسه أو على الأقل هو أحد رجاله المقربين فعزم على قـ.ـتله فيكون بذلك قد حرم جيش المسلمين من رجل كفء وذا قيمة فقال في نفسه ”ما كنت لأصيب القوم بأمر أعظم عليهم من قـ.ـتله“. وقد كلف أحد جنوده بتنفيذ عملية الإغـ.ـتيـ!ل أثناء عودة عمرو، ولم يكن عمرو بأقل منه ذكاءً ليدرك نظرة المكر في الأرطبون فقال للأرطبون في جلسته الأخيرة: ”قد سمعت مني وسمعت منك فأما ما قلته فقد وقع مني موقعاً، وأنا واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب مع هذا الوالي لنكانفه ويشهدنا أموره، فأرجع فآتيك بهم الآن فإن رأوا في الذي عرضت مثل الذي أرى فقد رآه أهل العسكر والأمير، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم وكنت على رأس أمرك“. فأعجب الأرطبون بهذا وأدرك أن الصيد سيكون ثميناً إذا أصاب عشرة من كبار القادة فأرسل إلى المكلفين بالإغـ.ـتيـ!ل أن يتوقفوا، وبهذا نجى عمرو بن العاص. ثم علم الأرطبون لاحقاً أن ظنه كان صحيحاً وأن من أمامه هو عمرو بن العاص قائد جيش المسلمين بنفسه وأنه كان الخاسر في حرب العقول هذه وقال : خدعني الرجل، هذا أدهى الخلق. ولما بلغ عمر ما حدث قال: ”غلبه عمرو لله عمرو، لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب“. . في أروقة التاريخ محمد إلهامي الجزء الثاني- صـ137:136. •┈┈•◈◉✹◉◈•┈