عبارات وخواطر

كانوا دائمًا يقولون: “العمر قدر، والشيخوخة قرار”، وكأنهم يغفلون عن تلك الحقيقة العميقة التي تتجذر في أعماق كل محاربٍ بعد معاركه الطويلة. هناك، في نهاية الطريق، لا يطلب المحارب إلا حقه المشروع في الاستراحة. يظنون أن العمر مجرد أرقام، وأن الشيخوخة خيار يمكن تفاديه بإرادة صلبة، متجاهلين أن الروح التي خاضت معارك الأيام والسنين تتوق للسلام، ولو للحظات قليلة. المحارب، الذي حمل السيف في وجه الحياة، ليس أسطورة خالدة ولا بطلاً لا يُقهر، بل هو إنسان يعرف معنى التعب والهزيمة والانتصار. وبين كل هذه المعاني، يتطلع لشيءٍ بسيط: لحظة يتنفس فيها بهدوء، يضع سلاحه جانبًا، ويستريح. ثم، بعد أن يستعيد قوته من ذلك السكون العابر، ينهض مرة أخرى، ليستأنف مسيرته. ولكنه لا يعود إلى الطريق مجبرًا، بل مدفوعًا بشيء أعمق. فالمحارب، رغم كل ما مر به، لا يزال يلاحق الجمال. يعلم أن الراحة ليست نهاية المطاف، بل هي استراحة قصيرة على طريق أطول. خلف كل منعطف في حياته، ينتظر جمال جديد، لم تلمسه عيناه بعد. تلك الروح التي لم تكتفِ بما مضى، لا تزال تتوق إلى اكتشاف المزيد، خطوةً بعد خطوة، وكأنها تتعلم أن كل ما مضى كان مجرد بداية لرؤية ما هو أعظم. وفي تلك اللحظات، بين السكون والحركة، يدرك أن الحياة ليست مجرد صراع، بل رحلة متواصلة نحو جمالٍ لم ينطفئ بعد، حتى في أكثر اللحظات تعبًا.

تم النسخ
احصل عليه من Google Play