السّلام عليكَ يا صاحبي، تقول لي: لقد خذلني الأصدقاء! فأقولُ لكَ: الأصدقاء لا يَخذِلون، كُلُّ ما في الأمر أنك تطلقُ لفظ الصَّديق على كُلِّ عابرٍ! النَّاسُ هم الناس يا صاحبي في كُلِّ عصر، أما قرأتَ صحيح البخاري وعرفتَ كيف أن النَّبي ﷺ قال: النَّاسُ كإبل المئة لا تكادُ تجدُ فيها راحلة! لقد نصحنا الأعرابُ فقالوا: أَكْثِرْ معارفكَ وقللْ أصدقاءكَ، ولكننا ما انتصحنا! فتعلمْ أن تتخفف يا صاحبي، الكثير من الناس مجرد حمولة زائدة! كُنْ انتقائياً، احتفظْ بالنُّخبة، فالمواقف غربال الناس! الذي مسحَ دمعتكَ بيده، لا يُشبه ذاك الذي قال لكَ لا تبكِ! والذي جاءك في لحظة انكسارك، فشدَّ على يدك وقال لك أنا بجانبك، لا يُشبه الذي قال لك إن احتجتَ شيئاً فكلمني! والذي عندما سُئلتَ عن حالك، فقلتَ أنا بخير، فعرفَ من انكسار صوتك، ومن حزن نظراتك، أنك لستَ بخير، يختلفُ كثيراً عن الذي صدَّق أنك فعلاً بخير! والسّلام لقلبكَ