واللهِ لو توكّل العبدُ على ربّهِ حقّ توكّله ما خَذله ، لو آمنَ يقينًا أنّ ما فاتَهُ لم يكُن خيرًا لهُ لما جزع ، لو دعاهُ بيقينِ الإجابةِ لأستجاب ، كيفَ يجزعُ المرءُ بعدَ هذا ؟ كيفَ تُحزِنُه أقدارٌ ما كانت إلّا لخيرٍ أو ابتلاءٍ بما أحبّ في الدُّنيا ليجزيهُ الأعظمَ مِنها في الآخرة؟ يقولُ تعالى في كِتابِهِ الكريم ﴿ قُل اللهُ يُنجّيكُم مِنها ومِن كُلّ كرب ﴾ وفي آيةٍ أُخرى يقول ﴿ ولا تيأسُوا مِن رَوح الله ﴾ و ﴿ من يتوكّل على اللهِ فهوَ حسبُه ﴾ هذهِ إجاباتٌ مِن ربّ العالمين ، هذهِ إجاباتٌ فيها شفاءٌ لما في الصُّدور صلِّ ، إستغفر ، سبّح ، إقرأ القُرآن ، قُم بعباداتِكَ بحقٍّ ، وآمِن بهِ يقينًا ، كنُ معَ اللهِ يكُن معك ؛ إنّ المسألةَ كُلّها في اليقين ﴿فَسبِّح بحمدِ ربِّكَ وكُن مِنَ السّاجِدين﴾ تجد طمأنينةَ الخالقِ تعتني بقلبِك، إذًا ﴿ فما ظَنُّكم بربّ العالمين ﴾ .ㅤ