• ﴿ اللهُ لَطِيفٌ بِعبَادِهِ ﴾ .ㅤ الذي فكَّ كربَك أولَ مرة، سَيفكُّهُ في كل مَرة، والذي نجّاك من الغمّ أولَ مَرة، سيُنجّيك منْه كلَّ مرة، والذي اختَار لك فَكانتْ عاقبةُ خيرتِه لك خيرًا مِن خَيرتك لِنفسك؛ سيدبرُ ذلك في كلِّ مرة، الذي استَجاب لدعاءٍ ظننتَه مُنتهى أمَانيك وَغاية أحلامك ثُم هَا أنت تطمعُ في المَزيد؛ لن يَبخل بالمزيد، الذي يُنجّي الكافرَ اذا أشرَف على الغَرق فاستَغاث به وهُو يَعلم أنه عائدٌ للكُفر بَعد النَّجاة؛ لن يدعَ مُؤمنًا يتخبّط في ظُلمات اليأس والهَم لا يمدّ لهُ يَد النَّجاة، يَاليتَ القَلب يهدأ عِند كل اختِيار، وفي مُفترقات الطُرق، وعِند نُزول البَلاء، ياليتَه يُوقنُ أنَّ اللطيف الخَبير ثابتٌ أزليٌ فِي لُطفه ومَعيته، لا يُعجل بِعجلتِك، ولا يكلُك إلى نَفسك، وأنَّه يُحقق المُنى بالصبر، حتى يرى حسن الظنّ به، وصدق الرجاء فيه، وأنه يُؤخِر الجميلَ في الدنيا، كَي لا تَركن لهَا، وتُعلق بها، حتى تنظُر إلى الأفق، وتَتطلع للسّماء، تَطمح للمَلأ الأعلى، ترجُو رَحمة الآخِرة، فَلا تسوؤك مَرارة الانتِظار، فإنها تُربّي الأمَل، وتُعوّدُ الصَّبر، وتُعظمُ الرّضا بعد نَوال المُراد .