تتحسّسُ عُنقكَ بيديك، تُديرُ بِرأسِكَ يمينًا ويسارًا، تارةً نحو الأعلى، وتارةً نحوَ الأسفل، يُخَيُّلُ إليكَ بأنَّ وشاحًا ما يلتَفُّ حولَ عُنقِك، لا، هي ربطةُ عنُقٍ رُبّما، أو حتّى حبلٌ رفيع، رفيعٌ لا تُدرِكهُ يداك. تنتابُك رغبةٌ بالجلوسِ جلسة قرفُصاءٍ في إحدى الزوايا، أن تضعَ جبهتكَ على رُكبتيك، ولا تُفكِّر، لِمرّةٍ واحدةٍ لا تُفَكّر. ولأنَّ البُكاءَ لا يُجدي نفعًا، ولأنَّ الصّمتَ صار مرادفَ الكلامِ بطريقةٍ غير مألوفة، تودُّ أن تكونَ منسيًّا في تلكَ الزاوية، علَّ الزّمن يتخطّاك، يتجاهلُكَ ولو لمرّةٍ واحدة. إنّهُ الضيقُ بأسوأ حالاتِه، الضيقُ الذي لا سبب له، لأنَّ كُلّ أسبابهُ كانت قد تراكمت في روحِكَ في وقتٍ ما. إنّهُ الضيقُ المُتراكمُ فوقَ الصُّدور، يَثِبُ فوقَ الرّوحِ فجأة. -هيا ظاهر عودة.
تم النسخ