لا يمكنني، في هذه المرحلة الحرجة، أن تحمل وحشية الخيالات التي تنتابني مراراً عن أصوات استغاثات المرضى التي لن تجدي ولن يسمعها أحد، أولئك الذين لا يملكون من الحياة إلا دعاء أمهاتهم العاجزات، نساءهم، أطفالهم الذين سيهلكهم البكاء والخوف وظل الموت، أو ربما، بكل ما سينتابهم من عجز وندم، لن يمتلكوا حينها إلا ذكرى أولئك الذين حصدهم الوباء.. إن لم نستشعر خطورة ما يجري، ونعي ما نحن فيه من عجز وضعف، لن تكون أي أسرة في العام القادم مثلما كانت قبل انقضاء هذا العام، سنخسر أكثر مما يمكن نسيانه، وستنتابنا الحسرة ما حيينا على أولئك الأحبة الذين ضاعوا في غمرة جهلٍ لا يغتفر ولا يُبرر.. ~ زيد العريقي
تم النسخ