كان حلمه أن يعيش حراً، وأن يتنعم بعدم الأمان الذي يدفعه للنضال والكفاح، لكنه حاز ،بحكم نقود والده، على كل شيء رغب فيه، للحد الذي أفقده الرغبة في كل شيء، وحقق كل شيء حلم به، لدرجة أنه فقد ايمانه بوجود ذلك الحلم الصعب والمستحيل، والذي سيُجهد ليصل إليه، ودون أن يدري فقد نكهة الحياة الكامنة في النقيض بين السعادة والحزن، وخسر أيضاً ذلك الشعور المبهر الذي يأسر القلب عند تحقيق أمل صعب، أوحيازة شيءٍ بدا في يوم مضى صعباً ومستحيلاً. ومرت الأيام الرتيبة فاقداً معها معظم ضروريات الحياة، ومواجهاً كل هذا بابتسامة، كانت أكثر ما يضنيه، وبكبرياء كانت تدفعه للنضال ملئ وسعه، حتى لا يعي أحدٌ من حاسديه، أن حياته كانت ،بالنسبة إليه على الأقل، جحيماً لا يطاق... ~ زيد العريقي
تم النسخ