أصدقائي، يُقال: كل قطرة عرق في أرض الميدان، توفر قطرة دم في أرض المعركة. ومعنى هذه الكلمات أعمق مما يبدو فهي تذكّرنا بأن التعب اليوم هو الأمان غدًا، وأن الجهد الصادق لا يضيع أبدًا. في الدراسة، كل ساعة تسهر فيها على كتابك، هي خطوة تبعدك عن الفشل وتقربك من أحلامك. وفي العمل، كل لحظة تُتقن فيها ما تصنع، هي استثمارٌ في نفسك وفي مستقبلك. وفي الحياة كلها، كل تعبٍ تبذله بشرف، يصنع لك مكانًا لا يزول، وكرامةً لا تُشترى. اعرق الآن لتستريح لاحقًا، واجتهد اليوم لتُكرَّم غدًا. النجاح لا يأتي صدفة، بل يولد من رحم الصبر والإصرار. فكل من سبقك لم يكن أوفر حظًا، بل كان أكثر مثابرةً وإيمانًا بما يريد. فلنجعل من الجد والاجتهاد طريقنا، ومن الإخلاص في العمل شعارنا، ولنتذكّر دائمًا أن العرق الذي نسكبه اليوم، هو دمُ الكسلِ الذي وفّرناه غدًا، وسيفُ القوة الذي نحمله في معركة الحياة. لنبدأ من الآن... بعملٍ جاد، وقلبٍ مؤمن، وعزمٍ لا يعرف التراجع. فالمستقبل لا يُعطى، بل يُنتزع بجهدٍ وعرقٍ وصدقٍ مع النفس.