يقول إيكهارت تول: «الماضي لا يملك أي سلطة على اللحظة الحاضرة.» بِمعنى: اللحظة التي نعيشها الآن أوسع من كل الذكريات، والماضي لا يستطيع أن يحكمنا إلا إذا سمحنا له. هذا القول يحرّرنا من ثِقل الزمن: الماضي ليس كائنًا حيًا، بل أثرٌ نحمله في وعينا. وما إن ندرك أن قوته مشروطة باستدعائنا له، يصبح الحاضر هو المساحة الوحيدة التي نستطيع أن نغيّر فيها ونكون. لكن المفارقة أن الإنسان يظل يكرّر اجترار ما فات، كأنه يمنحه حياة جديدة. ايكهارت تول هنا يدعو إلى القطيعة مع الوهم: الماضي لا يعود، ولا يتكلم، ولا يفرض شيئًا، إلا إذا جعلناه نحن ينهض من قبره في عقولنا.
تم النسخ