ذاكَ الجزء التّافه بشخصيّتك، الذي يجعلك تمدُّ يدك لِمُداعبة هطول الأمطار و كأنّكَ تودُّ أن تركضَ كالطفلِ تحتَ الماء، و تتمایلُ برأسك مع حركة الشفاه فور الاستماع لأُنشودةٍ مألوفة أو مقطوعة موسيقيّة داعبت روحك، النُّكتة الحمقاء التي تتذكّرها فجأةً في مأتمٍ مَهیب فتُحاول منع الضحك. التفاصيلُ الدقيقة التي تتلاعبُ بمزاجيّتك كحبّة لُقاح تتمايل بالجوِّ استجابة لرياحٍ عاتية، الطفل الصغير الذي تودُّ التهامهُ من فرط اللذاذة کاسرًا أيَّ بروتوكول رسمي للأفراح أو المناسبات، ضاربًا برسميّة البدلة الخانقة أو الفستان الثمين عرضَ الحائط. تلك الأشياء التي تمنحك ابتسامة عابرة كطفلٍ مجنون أو تُدخلك بنوبة حُزن تعاطفًا مع مشهد مأساويٍّ أو ذكرى عابرة مُؤسفة ! تلك الأشياء التي يظنّون التنصُّل منها بلوغًا و رُشدًا، و الواقع أنّها تمنحنا حياةً!... نعم، بعضُ التّفاهات غذاءٌ للبهجة في زمانٍ شحيح البهجة! _ولید شعیب.