«يُخلق الإنسان من طينٍ وذكريات وليس ثمة شيءٌ أبهى من قدرته العظيمة على التخطي، أنتَ لا تعلمُ معنى أن يقفَ الإنسان أمام حياتهِ ليجدها استحالت حُطامًا أنّ يطحنهُ الخذلان وتتآمر عليه الأيام ويشعر أنهُ خسرَ كل شيء ويتمكن بعد كل هذا من النظر في عين العاصفة والنهوض من جديد ينهضُ كأن الشك لم ينهش أحشاءه ويبتسم كأن أحلامه لم تُدهَس مرارًا ويعيد كتابة قصته ليكون بطلها ويرمم نفسه ليصنع شيئًا مدهشًا يستحق المُباهاة رغم كل الأذى إنّ الإنسان الذي يقف على حافة اليأس ويقرر أن يستمر؛ المعجزة خالدة، وأن يعاند المرء سوء حظه وأخطاءه وعشرات العقبات واليأس والأذى وكلمات الإحباط ويقرر أنه أقوى وأهم من كل هذا ؟ تلك قوة جبارة.. جئني بشخص يعيد اكتشاف ذاته حتى لو حطم اليأس أضلاعه ويعيد ولادة الأحلام حتى بعد ان وُلِدُتْ أحلامهُ السابقة ميتةً ويعود إلى الحياة ضاحكًا بعد أذىٍ طويل جئني بمن يلحق بالقطار العشرين بعد إن فاتهُ الأول والثاني والعاشر ويستمر في الزحف حتى لو كسروا رجليه جئني بمن يشعل القناديل في الأماكن المظلمة بدل أن يبكيها جئني بهؤلاء وسأتيك بكل الأمل المخزون على هذه الأرض أنا أحب الذين نهضوا من كل هذا الذين استطاعوا عبور النفق - رغم الخوف بحثًا عن النور الذين تحلوا بشجاعة الاعتراف بالخسارة ولم يتوانوا عن المواجهة الذين يباهون بندوبهم ولا يخجلون منها هؤلاء يصعب تحديهم هؤلاء أطرى من الكسر وأكبر من الهزيمة وأطول عمرًا من الخذلان، هؤلاء أبطالي». -أمل السهلاوي.