صباحية و مسائية

صباحُ الخير لمَن استقيظَ وخيبة ليلة أمس عالقةٌ في قلبه، لمَن صاحبه التعب فنام به وصحى عليه .. لمَن حمِلَ همَّ اليوم كيف ينتهي في عُجالة ضائقٌ صدره، ينتظر المساء بفارغ الصبر كي يهرب من فورانِ دمه بنومٍ مُتقطع دون أدنى راحة، لمَن لا ابتسامة تُقابل وجهه العبوس، أو كلمة تمنحه القُدرة على المُواصلة، أو حضنًا يهب روحه الأمان .. يسحب شظايا الخوف الساكنة بها، لمَن ليس له أحدٌ يتذكره إن تعبَ أو مرضَ أو غاب، لمَن صباح الناس يبدأُ بطيبة قلبه، وعفوية شعوره، وسلامهِ الدافيء، وهو مِن الناسِ خالٍ بلا صباح .. أمَّا بعد؛ أصبحنا وأصبحَ المُلك لله، ونحنُ للهِ مُلك، لا حاجةَ لنا إلى غيره، يزرقُ الطير في عُشه، والنَّمل في جُحره، قادرٌ أن يرزقنا ذاتَ يوم، مَن تحلو بهِ الحياة بعد مُرها في كلِ صباح.